Skip to main content

 أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة “حفظه الله” أن دولة الإمارات ماضيةٌ في البناء على إرثها الراسخ في مجال الاستدامة، والذي أرسى ركائزه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان”طيّب الله ثراه” مشيراً إلى الدور المهم لجائزة زايد للاستدامة في تعزيز جهود التقدم نحو التنمية المستدامة وخدمة البشرية، وتمكين المبتكرين ورواد الأعمال والشباب وتحفيزهم على المشاركة بهدف تسريع إحداث فارق إيجابي لصالح كوكبنا.

جاء ذلك خلال تكريم سموه الفائزين بجائزة زايد للاستدامة، الجائزة العالمية الرائدة التي أطلقتها دولة الإمارات لتكريم حلول الاستدامة المبتكرة، وذلك خلال حفل توزيع الجوائز الذي أقيم اليوم ضمن فعاليات الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28) الذي تستضيفه دولة الإمارات في مدينة إكسبو دبي. وحضر الحفل عدد من رؤساء الوفود المشاركين في “كوب 28” والوزراء وكبار المسؤولين الحكوميين.

وتهدف جائزة زايد للاستدامة إلى المساهمة في ترسيخ إرث الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيّب الله ثراه” من خلال تكريم ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والمنظمات غير الربحية والمدارس الثانوية التي تقدم حلولاً مستدامة تعالج التحديات المتعلقة بمجالات الصحة والغذاء والطاقة والمياه والمناخ. وعلى مدار أكثر من 15 عاماً، أحدثت الجائزة، عبر الحلول المبتكرة التي قدمها الفائزون السابقون البالغ عددهم 106 فائزين، تأثيراً إيجابياً في حياة 384 مليون شخص حول العالم.

وتم اختيار الفائزين الأحد عشر لدورة هذا العام في شهر سبتمبر بالإجماع من قبل أعضاء لجنة التحكيم بعد إجراء مراجعة دقيقة لجميع المرشحين لتقييم مساهماتهم والتزامهم بتقديم حلول تتسم بالابتكار والتأثير والأفكار الملهمة عبر فئات الجائزة الست، والتي تشمل الصحة والغذاء والطاقة والمياه والعمل المناخي والمدارس الثانوية العالمية.

وفي إطار التزامها الراسخ بدعم التنمية المستدامة للشعوب والمساهمة في حماية كوكب الأرض، قامت الجائزة بزياة قيمتها من 3.6 مليون دولار أمريكي إلى 5.9 مليون دولار أمريكي، وذلك بدءاً من دورة العام الحالي من الجائزة.

وتعليقاً على ذلك، قال معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس مؤتمر الأطراف (COP28)، مدير عام جائزة زايد للاستدامة: “تماشياً مع رؤية وتوجيه القيادة، تعمل جائزة زايد للاستدامة منذ أكثر من 15 عاماً على المساهمة في تعزيز التنمية المستدامة الشاملة ودفع العمل المناخي، مرتكزة في جهودها على مواصلة الإرث الإنساني للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وترسيخ رؤيته على نطاق عالمي. واليوم، ومن خلال زيادة قيمة جائزة زايد للاستدامة عبر منح مليون دولار أمريكي لكل من الفائزين في مجالات الصحة والغذاء والمياه والطاقة والعمل المناخي، و150 ألف دولار أمريكي لكل من الفائزين في فئة المدارس الثانوية العالمية، تؤكد دولة الإمارات من جديد التزامها بتحفيز العمل الفعال للحد من تداعيات تغير المناخ، وتمكين المجتمعات الضعيفة، وإحداث تغيير إيجابي في العالم، وخاصة في دول الجنوب العالمي”.

ومن خلال زيادة قيمتها، ستتمكن الجائزة من توسيع نطاق دعمها للحلول المبتكرة التي تؤثر بشكل إيجابي على البيئة، وتعمل على تحسين الرفاهية والتنمية الاقتصادية للمجتمعات الأكثر عرضة لتداعيات تغير المناخ في العالم.

الفائزون:

ضمن فئة العمل المناخي، فازت شركة “كيلب بلو” من ناميبيا لجهودها الطموحة في زراعة غابات عشب البحر على نطاق واسع في المياه العميقة، ومساهمتها في استعادة التنوع البيولوجي للمحيطات وعزل 100 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي سنوياً، بالإضافة إلى خلق فرص عمل في المجتمعات الساحلية.

وفي فئة الصحة، تم تكريم منظمة الأطباء للرعاية “DoctorSHARE” الإندونيسية تقديراً لجهودها الرائدة في توفير الرعاية الصحية في المناطق النائية التي يصعب الوصول إليها من خلال مستشفياتها العائمة المحمولة على السفن. وأحدثت المنظمة تأثيراً إيجابياً واسع النطاق من خلال علاج أكثر من 160 ألف مريض.

وفي فئة الغذاء، فازت منظمة “منتدى غزة للزراعة الحضرية وشبه الحضرية” من فلسطين لمساهماتها في دعم القطاع الزراعي في غزة. وتعمل المنظمة غير الربحية على تسهيل الوصول إلى الأغذية المُنتَجة محلياً، وتوفير فرص العمل لنحو 200 امرأة رائدة في مجال الزراعة، ويستفيد منها أكثر من 7000 شخص.

وفي فئة الطاقة، فازت شركة “إغنايت باور” من رواندا لجهودها الكبيرة في توفير الكهرباء بأسعار ميسورة للمجتمعات النائية في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وقامت الشركة بتزويد حلول الشراء بنموذج الدفعات الدورية بالاعتماد على الطاقة الشمسية لـ 2.5 مليون شخص وساهمت في تفادي إطلاق 600 ألف طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. كما قدمت الشركة حلولاً مبتكرة للري بالاعتماد على الطاقة الشمسية، ووفرت 3,500 فرصة عمل في المجتمعات المحلية.

وفي فئة المياه، فازت منظمة “الماء والحياة” الفرنسية لمساهماتها في ضمان الوصول إلى المياه النظيفة في المناطق الفقيرة عن طريق تركيب صنابير المياه مباشرة في منازل السكان في المناطق الحضرية. وأسهمت المنظمة غير الربحية في تسهيل الوصول إلى المياه لـ 52,000 شخص في 27 حياً في 10 مدن، بالإضافة إلى رفع مستوى الوعي بالممارسات الصحية لـ 66,000 شخص وخفض تكلفة المياه بنسبة 75%.

وشملت قائمة الفائزين بالجائزة في فئة المدارس الثانوية العالمية كلاً من مدرسة الحرية للأداء العالي (بيرو) عن منطقة الأمريكيتين؛ وأكاديمية جواني ابراهيم دان هاجا (نيجيريا) عن منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى؛ والمدرسة الدولية (المغرب) عن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؛ ومعهد نورث فليت تكنولوجي (المملكة المتحدة) عن منطقة أوروبا وآسيا الوسطى؛ ومجمع كورت التعليمي (باكستان) عن منطقة جنوب آسيا؛ ومدرسة بكين 35 الثانوية (الصين) عن منطقة شرق آسيا والمحيط الهادئ.

من جانبه، قال فخامة أولافور راغنار غريمسون، رئيس لجنة تحكيم جائزة زايد للاستدامة والرئيس الأسبق لجمهورية آيسلندا: ” أظهرت الحلول التي قدمها الفائزون بالجائزة هذا العام مستويات ملحوظة من الابتكار في مواجهة التحديات العالمية الملحة. ونحن على ثقة بأن هؤلاء الفائزين سيؤدون دوراً حيوياً في تحفيز إحداث تغيير كبير وواسع النطاق في المجتمعات حول العالم وتمهيد الطريق لبناء مستقبل مستدام للجميع، وستلهم جهودهم العمل العالمي نحو تحقيق الأهداف المناخية المشتركة”.

تركز جائزة زايد للاستدامة أيضاً على تعزيز مشاركة الشباب في مجال الاستدامة من خلال فئة المدارس الثانوية العالمية التي تشجع الشباب على أداء أدوار فاعلة في دعم مجتمعاتهم وريادة الاستدامة مستقبلاً. وقد أحدث الفائزون بالجائزة في هذه الفئة والبالغ عددهم 47 مدرسة ثانوية عالمية تأثيراً إيجابياً في حياة أكثر من 55,186 طالباً و453,887 شخصاً في مجتمعاتهم المحلية.

اترك ردا